كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



قوله تعالى: {أو مدخلا} يقرأ بالتشديد وضم الميم وهو مفتعل من الدخول، وهو الموضع الذي يدخل فيه، ويقرأ بضم الميم وفتح الخاء من غير تشديد، ويقرأ بفتحهما وهما مكانان أيضا، وكذلك المغارة وهى واحد مغارات، وقيل الملجأ ومابعده مصادر: أي لو قدروا على ذلك لمالوا إليه.
قوله تعالى: {يلمزك} يجوز كسر الميم وضمها وهما لغتان قد قرئ بهما {إذا هم} إذا هنا للمفاجأة، وهى ظرف مكان وجعلت في جواب الشرط كالفاء لما فيها من المفاجأة، وما بعدها ابتداء وخبر، والعامل في إذا {يسخطون}.
قوله تعالى: {فريضة} حال من الضمير في الفقراء: أي مفروضة، وقيل هو مصدر، والمعنى فرض الله ذلك فرضا.
قوله تعالى: {قل أذن خير} أذن خبر مبتدإ محذوف: أي هو ويقرأ بالإضافة أي مستمع خير، ويقرأ بالتنوين ورفع خير على أنه صفة لأذن، والتقدير: أذن ذو خير، ويجوز أن يكون خير بمعنى أفعل: أي أذن أكثر خيرا لكم {يؤمن بالله} في موضع رفع صفة أيضا واللام في {للمؤمنين} زائدة دخلت لتفرق بين يؤمن بمعنى يصدق، ويؤمن بمعنى يثبت الأمان {ورحمة} بالرفع عطف على أذن: أي هو أذن ورحمة، ويقرأ بالجر عطفا على خير فيمن جر خيرا.
قوله تعالى: {والله ورسوله} مبتدأ، و{أحق} خبره، والرسول مبتدأ ثان وخبره محذوف دل عليه خبر الأول.
وقال سيبويه: أحق خبر الرسول، وخبر الأول محذوف وهو أقوى، إذ لا يلزم منه التفريق بين المبتدإ وخبره، وفيه أيضا أنه خبر الأقرب إليه، ومثله قول الشاعر:
نحن بما عندنا وأنت بما ** عندك راض والرأى مختلف

وقيل أحق أن يرضوه خبر عن الاسمين، لأن أمر الرسول تابع لأمر الله تعالى، ولأن الرسول قائم مقام الله بدليل قوله تعالى: {إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله}.
وقيل أفرد الضمير وهو في موضع التثنية، وقيل التقدير: أن ترضوه أحق، وقد ذكرناه في قوله: {والله أحق أن تخشوه} وقيل التقدير: أحق بالإرضاء.
قوله تعالى: {ألم يعلموا} يجوز أن تكون المتعدية إلى مفعولين، وتكون {أنه} وخبرها سد مسد المفعولين، ويجوز أن تكون المتعدية إلى واحد، و{من} شرطية موضع مبتدإ، والفاء جواب الشرط، فأما {أن} الثانية فالمشهور فتحها وفيها أوجه أحدها أنها بدل من الأولى، وهذا ضعيف لوجهين: أحدهما أن الفاء التي معها تمنع من ذلك، والحكم بزيادتها ضعيف، والثانى أن جعلها بدلا يوجب سقوط جواب من من الكلام.
والوجه الثاني أنها كررت توكيدا كقوله تعالى: {ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة} ثم قال: {إن ربك من بعدها} والفاء على جواب الشرط.
والثالث أن {إن} هاهنا مبتدأ والخبر محذوف: أي فلهم أن لهم.
والرابع أن تكون خبر مبتدأ محذوف: أي فجزاؤهم أن لهم، أو فالواجب أن لهم، ويقرأ بالكسر على الاستئناف.
قوله تعالى: {أن تنزل} في موضع نصب بيحذر على أنها متعدية بنفسها، ويجوز أن يكون بحرف الجر: أي من أن تنزل، فيكون موضعه نصبا أو جرا على ما ذكرنا من اختلافهم في ذلك.
قوله تعالى: {أبالله} الباء متعلقة بـ {يستهزءون} وقد قدم معمول خبر كان عليها، فيدل على جواز تقديم خبرها عليها.
قوله تعالى: {بعضهم من بعض} مبتدأ وخبر: أي بعضهم من جنس بعض في النفاق {يأمرون بالمنكر} مستأنف مفسر لما قبلها.
قوله تعالى: {كالذين} الكاف في موضع نصب نعت لمصدر محذوف، وفي الكلام حذف مضاف تقديره: وعدا كوعد الذين {كما استمتع} أي استمتاعا كاستمتاعهم {كالذى خاضوا} الكاف في موضع نصب أيضا، وفي {الذى} وجهان: أحدهما أنه جنس، والتقدير: خوضا كخوض الذين خاضوا، وقد ذكر مثله في قوله تعالى: {مثلهم كمثل الذي استوقد}.
والثانى أن {الذى} هنا مصدرية: أي كخوضهم وهو نادر.
قوله تعالى: {قوم نوح} هو بدل من الذين.
قوله تعالى: {ورضوان من الله} مبتدأ، و{أكبر} خبره.
قوله تعالى: {واغلظ عليهم ومأواهم جهنم} إن قيل كيف حسنت الواو هنا والفاء أشبه بهذا الموضع ففيه ثلاثة أجوبة: أحدها أنها واو الحال، والتقدير افعل ذلك في حال استحقاقهم جهنم، وتلك الحال حال كفرهم ونفاقهم.
والثانى أن الواو جئ بها تنبيها على إرادة فعل محذوف تقديره: واعلم أن مأواهم جهنم.
والثالث أن الكلام محمول على المعنى، والمعنى: أنه قد اجتمع لهم عذاب الدنيا بالجهاد والغلظة وعذاب الآخرة بجعل جهنم مأوى لهم.
قوله تعالى: {ما قالوا} هو جواب قسم، ويحلفون قائم مقام القسم.
قوله تعالى: {وما نقموا إلا أن أغناهم الله} أن وما عملت فيه مفعول نقموا أي وماكرهوا إلا إغناء الله إياهم، وقيل هو مفعول من أجله، والمفعول به محذوف أي ما كرهوا الإيمان إلا ليغنوا.
قوله تعالى: {لئن آتانا من فضله} فيه وجهان: أحدهما تقديره: عاهد فقال لئن آتانا.
والثانى أن يكون عاهد بمعنى قال، إذا العهد قول.
قوله تعالى: {الذين يلمزون} مبتدأ، و{من المؤمنين} حال من الضمير في {المطوعين} و{في الصدقات} متعلق بيلمزون، ولا يتعلق بالمطوعين لئلا يفصل بينهما بأجنبى {واذين لا يجدون} معطوف على الذين يلمزون، وقيل على المطوعين: أي ويلمزون الذين لا يجدون، وقيل هو معطوف على المؤمنين، وخبر الأول على هذه الوجوه فيه وجهان: أحدهما {فيسخرون} ودخلت الفاء لما في الذين من الشبه بالشرط.
والثانى أن الخبر {سخر الله منهم} وعلى هذا المعنى يجوز أن يكون الذين يلمزون في موضع نصب بفعل محذوف يفسر سخر تقديره: عاب الذين يلمزون، وقيل الخبر محذوف تقديره منهم الذين يلمزون.
قوله تعالى: {سبعين مرة} هو منصوب على المصدر، والعدد يقوم مقام المصدر كقولهم: ضربته عشرين ضربة.
قوله تعالى: {بمقعدهم} أي بقعودهم، و{خلاف} ظرف بمعنى خلف {رسول الله} أي بعده، والعامل فيه مقعد، ويجوز أن يكون العامل فرح، وقيل هو مفعول من أجله، فعلى هذا هو مصدر: أي لمخالفته، والعامل المقعد أو فرح، وقيل هو منصوب على المصدر بفعل دل عليه الكلام لأن مقعدهم عنه تخلف.
قوله تعالى: {قليلا} أي ضحكا قليلا أو زمنا قليلا، و{جزاء} مفعول له أو مصدر على المعنى.
قوله تعالى: {فإن رجعك الله} هي متعدية بنفسها ومصدرها رجع، وتأتى لازمة ومصدرها الرجوع.
قوله تعالى: {منهم} صفة لأحد، و{مات} صفة أخرى، ويجوز أن يكون منهم حالا من الضمير في مات {أبدا} ظرف لتصل.
قوله تعالى: {أن آمنوا} أي آمنوا، والتقدير: يقال فيها آمنوا، وقيل إن هنا مصدرية تقديره: أنزلت بأن آمنوا، أي بالإيمان.
قوله تعالى: {مع الخوالف} هو جمع خالفة وهى المرأة، وقد يقال للرجل خالف وخالفة، ولايجمع المذكر على خوالف.
قوله تعالى: {وجاء المعذرون} يقرأ على وجوه كثيرة قد ذكرناها في قوله: {بألف من الملائكة مردفين}.
قوله تعالى: {إذا نصحوا} العامل فيه معنى الكلام: أي لا يخرجون حينئذ.
قوله تعالى: {ولا على الذين} هو معطوف على الضعفاء فيدخل في خبر ليس، وإن شئت عطفته على المحسنين فيكون المبتدأ من سبيل، ويجوز أن يكون المبتدأ محذوفا: أي ولا على الذين إلى تمام الصلة حرج أو سبيل، وجواب إذا {تولوا} وفيه كلام قد ذكرناه عند قوله: {كلما دخل عليها زكريا} {وأعينهم تفيض} الجملة في موضع الحال، و{من الدمع} مثل الذي في المائدة، و{حزنا} مفعول له أو مصدر في موضع الحال أو منصوب على المصدر بفعل دل عليه ما قبله {ألا يجدوا} يتعلق بحزن وحرف الجر محذوف، ويجوز أن يتعلق بتفيض.
قوله تعالى: {رضوا} يجوز أن يكون مستأنفا، وأن يكون حالا، وقد معه مرادة.
قوله تعالى: {قد نبأنا الله} هذا الفعل قد يتعدى إلى ثلاثة أولها نا والاثنان الآخران محذوفان تقديره: أخبارا من أخباركم مثبتة، و{من أخباركم} تنبيه على المحذوف وليست من زائدة، إذ لو كانت زائدة لكانت مفعولا ثانيا، والمفعول الثالث محذوف وهو خطأ، لأن المفعول الثاني إذا ذكر في هذا الباب لزم ذكر الثالث، وقيل {من} بمعنى عن.
قوله تعالى: {جزاء} مصدر: أي يجزون بذلك جزاء، أو هو مفعول له.
قوله تعالى: {وأجدر أن لا يعلموا} أي بأن لا يعلموا.
قوله تعالى: {بكم الدوائر} يجوز أن تتعلق الباء بيتربص، وأن يكون حالا من الدوائر {دائرة السوء} يقرأ بضم السين وهو الضرر وهو مصدر في الحقيقة يقال سؤته سوءا ومساءة ومسائية، ويقرأ: بفتح السين وهو الفساد والرداءة.
قوله تعالى: {قربات} هو مفعول ثان ليتخذ و{عند الله} صفة لقربات أو ظرف ليتخذ أو لقربات {وصلوات الرسول} معطوف على ما ينفق تقديره: وصلوات الرسول قربات، و{قربة} بسكون الراء وقرئ بضمها على الاتباع.
قوله تعالى: {والسابقون} يجوز أن يكون معطوف على قوله: {من يؤمن} تقديره: ومنهم السابقون، ويجوز أن يكون مبتدأ، وفي الخبر ثلاثة أوجه:
أحدها {الأولون} والمعنى: والسابقون إلى الهجرة الأولون من أهل الملة، أو والسابقون إلى الجنة الأولون إلى الهجرة.
والثانى الخبر {من المهاجرين والأنصار} والمعنى فيه الإعلام بأن السابقين من هذه الأمة هم من المهاجرين والأنصار.
والثالث أن الخبر {رضى الله عنهم} ويقرأ والأنصار بالرفع على أن يكون معطوفا على السابقون، أو أن يكون مبتدأ والخبر رضى الله عنهم، وذلك على الوجهين الأولين.
وبإحسان حال من ضمير الفاعل في اتبعوهم {تجرى تحتها} ومن تحتها، والمعنى فيهما واضح.
قوله تعالى: {وممن} من بمعنى الذى، و{منافقون} مبتدأ وما قبله الخبر، و{مردوا} صفة لمبتدأ محذوف تقديره: ومن أهل المدينة قوم مردوا، وقيل مردوا صفة لمنافقون، وقد فصل بينهما، ومن أهل المدينة خبر مبتدأ محذوف تقديره: من أهل المدينة قوم كذلك {لا تعلمهم} صفة أخرى مثل مردوا، وتعلمهم بمعنى تعرفهم، فهى تتعدى إلى مفعول واحد.
قوله تعالى: {وآخرون اعترفوا} هو معطوف على منافقون، ويجوز أن يكون مبتدأ، واعترفوا صفته، و{خلطوا} خبره {وآخر سيئا} معطوف على عملا، ولو كان بالباء جاز أن تقول خلطت الحنطة والشعير، وخلطت الحنطة بالشعير، {عسى الله} الجملة مستأنفة، وقيل خلطوا حال، وقد معه مرادة: أي اعترفوا بذنوبهم قد خلطوا، وعسى الله خبر المبتدأ.
قوله تعالى: {خذ من أموالهم} يجوز أن تكون من متعلقة بخذ، وأن تكون حالا من {صدقة تطهرهم} في موضع نصب صفة لصدقة، ويجوز أن يكون مستأنفا والتاء للخطاب: أي تطهرهم أنت {وتزكيهم} التاء للخطاب لا غير لقوله: {بها} ويجوز أن يكون {تطهرهم وتزكيهم بها} في موضع نصب صفة لصدقة مع قولنا إن التاء فيهما للخطاب، لأن قوله تطهرهم تقديره: بها، ودل عليه بها الثانية، وإذا كان فيهما ضمير الصدقة جاز أن يكون صفة لها، ويجوز أن تكون الجملة حالا من ضمير الفاعل في خذ.
قوله تعالى: {إن صلاتك} يقرأ بالإفراد والجمع وهما ظاهران، و{سكن} بمعنى مسكون إليها، فلذلك لم يؤنثه، وهو مثل القبض بمعنى المقبوض.
قوله تعالى: {هو يقبل} هو مبتدأ، ويقبل الخبر.
ولايجوز أن يكون هو فصلا، لأن يقبل ليس معرفة ولا قريب منها.
قوله تعالى: {وآخرون مرجون} هو معطوف على وآخرون اعترفوا.
ومرجون بالهمز على الأصل ويغير همز وقد ذكر أصله في الأعراف {إما يعذبهم وإما يتوب عليهم} إما هاهنا للشك والشك راجع إلى المخلوق، وإذا كانت إما للشك جاز أن يليها الاسم، وجاز أن يليها الفعل، فإن كانت للتخيير ووقع الفعل بعدها كانت معه أن كقوله: {إما أن تلقى}، وقد ذكر.
قوله تعالى: {والذين اتخذوا} يقرأ بالواو.
وفيه وجهان: أحدهما هو معطوف على وآخرون مرجون: أي ومنهم الذين اتخذوا.
والثانى هو مبتدأ، والخبر: أفمن أسس بنيانه: أي منهم فحذف العائد للعلم به، ويقرأ بغير واو وهو مبتدأ، والخبر أفمن أسس على ما تقدم {ضرارا} يجوز أن يكون مفعولا ثانيا لاتخذوا وكذلك ما بعده وهذه المصادر كلها واقعة موضع اسم الفاعل: أي مضرا ومفترقا، ويجوز أن تكون كلها مفعولا له.